اعلم ... يرحمك اللّه ... أن النساء لهن مكائد كثيرة و كيدهم أعظم من كيد
الشيطان قال اللّه تعالى "إنّ كيدهن عظيم " و فال تعالى " إنّ كيد الشيطان
كان ضعيفاً"؛ فعظّم كيد النساء و ضعّف كيد الشيطان.
حُكي.. يحفظك اللّه ... أن رجلاً يهوى امرأة ذات حسنٍ و جمال فأرسل إليها فأبت فشكى و بكى ثم غفل عنها، ثم أرسل لها مراراً متعددةً فأبت و خسر أموالاً كثيرةً لكي يتصل بها فلم ينل منها شيئاً فبقي على ذلك مدةً من الزمن ثم رفع أمره إلى عجوزٍ و اشتكى لها حاله، فقالت له: أنا أبلّغك مرادك منها، ثم إنها مشيت إليها لكي تراودها فلمّا وصلت إلى المكان، قالوا لها الجيران : إنك لا تطيقين الدخول لدارها لأن هناك كلبة لا تترك أحداً يدخل و لا يخرج، خبيثةً لا تعض إلاّ من الرجلين و الوجه، ففرحت تلك العجوز و قالت : الحاجه تقضى إن شاء اللّه، ثم ذهبت إلى منزلها و صنعت قصعة رقاق و لحماً ثم أتت إلى تلك الدار فلما رأتها تلك الكلبة قامت لها و قصدتها فأرتها القصعة بما فيها فلمّا رأت اللّحم و الرّقاق فرحت بذلك و رحّبت بذيلها و خرطومها، فقدّمت لها القصعة و قالت لها : كُلي يا أختي فإني توحشتك و لا عرفت أين آتى بك الدّهر، و أنا لي مدة و أنا أفتش عنك فكلي، ثم جعلت تمسح على ظهرها و هي تأكل، و المرأة صاحبة الدار تنظر و تتعجب من العجوز، ثم قالت لها : من أين تعرفين هذه الكلبة؟، فسكتت عنها و هي تبكي و تمسح على ظهر الكلبة، ثم قالت : كانت صاحبتي و حبيبتي مدة من الزمن فأتت إليها امرأه و استأذنتها لعرسٍ فلبست هذه الكلبة ما زانها و نزعت ما شانها و كانت ذات حسنٍ و جمال، ثم خرجت أنا و هي فتعرّض لها رجل و راودها عن نفسها فأبت، فقال لها : إن لم تأتيني أدع اللّه أن يمسخك كلبة، قالت له : أدعُ بما شئت؛ فدعا عليها، ثم جعلت تبكي و تنوح، و قيل أنها عملت لها الفلفل في ذلك الطعام فأعجب الكلبة و اشتغلت بأكله، فلما أحرقها في فمها دمعت عينا الكلبة، فلما رأت العجوز الدموع تسيل من عينيها جعلت تبكي و تنوح ثم قالت لها المرأة : و أنا يا أمي أخاف أن يصير لي مثل هذه الكلبة، فقالت لها العجوز : أعلميني ماذاك، اللّه يرعاك؛ قالت : عشقني رجل مدة من الزمن و لا أعطيته سمعاً و لا طاعةً حتى نشف ريقه و خسر أموالاً كثيرة و أنا أقول له لا أفعل هذا، و إني خائفة يا أمي أن يدعو عليّ؛ قالت لها العجوز : أرفقي بروحك يا ابنتي لئلاّ ترجعي مثل هذه الكلبة؛ فقالت : أين ألقاه و أين أمشي إليه؟؛ فقالت لها العجوز : يا بنتي أنا أربح ثوابك و أمشي له؛ فقالت لها : أسرعي يا أماه قبل أن يدعو عليّ؛ فقالت لها العجوز : اليوم نلتقي به و الأجل بيننا في الغد؛ ثم سارعت العجوز و التقت بذلك الرجل في ذلك اليوم و عملت لها الأجل معه إلى غد، يأتيها إلى دارها، فلما كان الغد أتت المرأة إلى دار العجوز فدخلت و جلست تنتظر الرجل، فبطأ عليها و لم يظهر له أثر و كان قد غاب في بعض شؤونه، فنظرت العجوز و قالت في نفسها : لا حول و لا قوة إلا باللّه العليّ العظيم، ما الذي أبطأه، فنظرت إلى المرأة فإذا هي قلقة، فعلمت أن قلبها تولع بالنكاح، فقالت لها : يا أمي مالي أراه لم يأت ؟؛ فقالت لها : يا ابنتي لعلّه اشتغل في بعض مهماته، لكن أنا أخدمك في هذه القضية، ثم سارت تفتش عليه فما وجدت له أثر، فقالت في نفسها إنّ المرأة تعلق قلبها بالنكاح فمالي لا أرى لها شاباً يبرد مافي نفسها من النار اليوم، هذا يسترني و يسترها، و رأت شاباً فقالت له : يا ولدي إذا وجدت امرأة ذات حسنً و جمال فهل تنكحها ؟؛ قال لها : إنْ كان قولك حقاً فلك ديناراً من الذهب؛ فأخذته و سارت به إلى مكانها فإذا به زوج تلك المرأة، و العجوز لم تعرفه حتى وصلت فقالت لها : أنا لم أجد الرجل و لكن هذا غيره يبرّد نارك اليوم، وفي الغد أُدبّر الآخر؛ فرأت عينها وجهه و ضربت على صدرها و قالت : ياعدو اللّه و عدو نفسك، ما أتيت إلى هنا إلاّ بقصد الزّنا، و أنت تقول ما زنيت أبداً و لا أحب الزنا، و لذلك استأجرت العجائز حتى أتيت إلى يديّ اليوم؛ يجب أن أتطلّق من عندك و لا أجلس معك بعد أن ظهر لي العيب؛ فظن أن كلامها حقاً ... فأنظر يا أخي ما تفعل النساء .
***
حُكي ..عافاك اللّه ... أن امرأةً كانت تهوى رجلاً صالحاً و كان جاراً لها فأرسلت له، فقال : معاذ اللّه إني أخاف اللّه ربّ العالمين؛ فجعلت تراوده مراراً فيأبى مراتٍ متعددة، فجعلت تنصب له المصائد فلم يحصل، فلما كانت ليلةً من الليالي أتت لوصيفتها و قالت لها : افتحي الباب و خلّيه، فإني أردت المكيدة بفلان، ففعلت ما أمرتها، فلما كان سطر الليل قالت : أخرجي هذا الحجر و أضربي علي البيت و انظري لئلا يبصرك أحد، فإذا رأيت الناس فادخلي، ففعلت ما أمرتها، و كان هذا ناصحاً لخلق اللّه، ما رأى منكراً إلاّ غيره و لا استغاث به أحد إلاّ أغاثه فلمّا سمع الضرب و الصياح قال : لامرأته ماهذا ؟ قالت : له هذه جارتنا فلانه أتتها اللصوص، فخرج ناصراً لها فلما دخل الدار، غلّقت الوصيفة الباب و أقفلوه و جعلوا يضحكون، فقال لهم : ماهذا الفعل؛ قالت له : و اللّه إنْ لم تفعل معي كذا و كذا لقلت إنك راودتني عن نفسي؛ فقال : ماشاء اللّه كان و لا رادّ لأمره و لا معقب لحكمه، فاحتال لكي تُطْلقه فأبت و جعلت تصيح فأتوها الناس و خشي على نفسه، و قال لها : أستريني و أنا أفعل؛ فقالت له : أدخل إلى المقصورة و أغلق عليك إن أردت أن تنجو و إلاّ أقول لهم فعلت هذا الفعل معي؛ و مسكته فدخل المقصورة و أغلقت عليه الباب لما رأى الجد منها، فخرج الناس من عندها و قد تغيّروا لحالها و انصرفوا فغلّقت الأبواب و حصرته أسبوعاً عندها و لم تُطلقه إلاّ بعد مشقة .. أنظر مكائد النساء و ما يفعلن .
***
حُكي ..أطال اللّه في عمرك ... أنّ امرأة كان لها زوج جمّال له حمار يحمل عليه و كانت المرأة تبغض زوجها الجمّال لصغر ذكره و قصر شهوته و قلة عمله و كان ذميماً و كانت هي عظيمة الخلقةمقعورة الفرج لا يعجبها آدمي و لا تعبأ ببشر و لا بجماعة، و كانت كل ليلةٍ تخرج العلف لذلك الحمار و تُبطأ على زوجها، فيقول لها : ما الذي أبطأك؛ فتقول له : جلست بإزاء الحمار حتى علف لأني وجدته مريضاً تعباناً، فبقيت على تلك الحال مدة من الزمن و زوجها لا يشك فيها بسوءٍ لأنّه يأتي تعباناً فيتعشى و ينام و يترك لها الحمار تعْلفه، و كانت هذه المرأةلعنها اللّه مولعة بذلك الحمار، و إذا رأت وقت العلف تخرج إليه و تشد بردعته على ظهرها و تشد الحزام عليها ثم تأخذ شيئاً من بوله و زبله و تمرس بعضه في بعض ثم تدهن به رأس فرجها ثم تقف قبالة الحمار فيأتي الحمار و يشم فرجها من خلفها فيظن الحمار أنها حُمارة فيرتمي عليها، فتحبس إيره في فرجها و تجعل رأسه في باب فرجها و توسع له حتى يدخل شيئاً فشيئاً، إلى أن يدخل كله، فتأتي لها شهوتها، فوجدت راحتها مع ذلك الحمار مدة من الزمن، فلما كان في بعض الليالي، نام زوجها ثم انتبه من نومه و وقع في مراده الجماع، و كان مراده أن ينكحها فلم يجدها فقام خفيةً و أتى إلى الحمار فوجده فوقها يمشي و يجيء فقال لها : ما هذا يا فلانة فخرجت من تحته بالعلف و قالت : قبح اللّه من لم يشفق على حماره؛ فقال : لها و كيف ذلك؛ فقالت : لما أتيته بالعلف أبى أن يعلف فعلمت أنه تعبان فرميت يدي على ظهره فتقوس، فقلت في نفسي يا تُرى هل يحس ثقلاً أم لا، فأخذت البردعة و حملتها على ظهري لكي أجربها، فحملتها فإذا هي أثقل من أي شيء، فعلمت أنه معذور، فإذا أردت أن يسْلم لك الحمار فارفق به في الحال .. فانظر مكائد النساء.
***
حُكي .. أمد اللّه في عمرك ... أنّ رجلين كانا يسكنان في مكان واحد و كان لأحدهما إير كبير شديد غليظ و الآخر بالعكس إيره صغير رقيق مرخي فكانت امرأة الأول تصبح زاهية منعمة تضحك و تلعب و الأخرى تصبح في غيرةٍ و نكدٍ شديد، فيجلسان كل يوم و يتحدثان بأزواجهن، فتقول الأولى : أنا في خيرٍ كثيرٍ و أنّ فرشي فرش عظيم و أنّ اجتماعنااجتماع هناءٍ و أخذٍ و عطاء، إذا دخل إير زوجي في الفرج يسده سداً و إذا امتد بلغ القعر و لا يخرج حتى يولج التراكين و العتبة و الأسكبة و السقف و وسط البيت فتهبط الدمعتان جميعاً؛ فتقول الأخرى : أنا في هم كبير و إنّ فرشي فرش نكد و إنّ اجتماعنااجتماع شقاءٍ و تعبٍ و نصبٍ إذا دخل إير زوجي في فرجي لا يسده و لا يمده و لا يصللقعره، إن وقف أخلى و إن دخل لا يبلغ المنى، رقيق لا تهبط لي معه دمعه فلا خير فيه و لا في جماعه، و هكذا كل يوم يتحدثان، فوقع في قلب تلك المرأة أنْ تزني مع زوج تلك المرأة الأخرى، و قالت : لا بد لي من وصاله و لو مرة فجعلت ترصد زوجها إلى أن بات خارج المنزل، فتطيّبت و تعطّرت، فلما كان الثلث الأخير من الليل دخلت على جارتها و زوجها خفية، و رمت بيدها فوجدت تلك فرجة بين الزوجين فجعلت ترصدها إلى أن نامت زوجة الرجل فقربت من الرجل و ألقت لحمها إلى لحمه، فشم رائحة الطيب فقام إيره فجذبها إليه فقالت له بخفية : أُتركني؛ فقال : لها أسكتي لئلاّ يسمع الأولاد، و ظنّ أنّها زوجته، فدنت إليه و بعدت من المرأة، و قالت له: إن الأولاد تنبهوا فلا تعمل حساً أبداً، و هي خائفة أن تفطن زوجته فجذبها إليه، و قال لها : شمي رائحة الطيب، و كانت ملحمةً ناعمة الكس، ثم صعد على صدرها، وقال لها : أحبسيه و جعلت تتعجب من كبره و عظمه، ثم أدخلته في فرجها فرأى منها وصالاً ما رآه من زوجته أبداً و كذلك هي ما رأت مثله من زوجها أبداً فتعجب، و قال في نفسه : يا تُرى ما هو السبب، ثم فعل ثانياً و هو مدهوش متعجب و نام، فلما رأته نائماً قامت خفيةً و خرجت و دخلت بيتها، فلما كان الصباح قال الرجل لامرأته : ما رأيت أحسن من وصالك البارحة و طيب رائحتك؛ فقالت : من أين رأيتني أو رأيتك، و إنّ الطّيب ما عندي منه شيء، أظنك تحلم فجعل الرجل يكذّب و يصدّق ...... أنظر مكائد النساء فإنها لا تُعد و لا تُحصى ... يُركبن الفيل على ظهر النملة.
***
الباب الثاني عشر
*منافع للرجال و النســــــاء
اعلم.. يرحمك اللّه ... أن هذا الباب فيه منافع لم يطّلع عليها أحد إلاّ من اطلعَ على هذا الكتاب و معرفة الشيء خير من الجهل به، و إذا كان هناك أشياء رديئة فالجهل أردى و خاصة معرفة ما خفي عليك من أمور النساء ..
حُكي ... رحمك اللّه ... عن امرأة يقال لها المعربدة، كانت أعلم أهل زمانها و أعرفهم فقيل لها: أيتها الحكيمة، أين يجدن العقل معشر النّسوان ؟؛ قالت : في الأفخاذ !! قيل لها : والشهوة؟؛ قالت : في ذلك الموضع!! قيل لها : أين تجدْن محبة الرجال و كرههم ؟؛ قالت : في ذلك الموضع، فمن أحببناه أعطيناه فرجناً و من أبغضناه أبعدناه منه، و من أحببناه زدناه من عندنا و استقنعنا منه بأدنى شيء، و إن لم يكن ذا مال رضينا به، و من أبغضناه و لو أعطانا و أغنانا ليس له نصيب عندنا؛ و قيل لها : أين تجدْن العشق و المعرفة و اللذة و الشوق ؟؛ قالت : في العين و القلب و الفرج؛ فقيل لها : بيّني لنا ذلك !! فقالت : العشق مسكنه القلب و المعرفة مسكنها العين و الذوق مسكنة الفرج، فإذا نظرت العين إلى من كان مليحاً و استحسنته و تعجبت من شكله و حسن قوامه فإن محبته تسري في القلب، فحينئذ يتمكن من العشق و يسكن فيه فتتبعه و تنصب له الأشراك، فإذا حصل و اتصلت به أذاقته الفرج، فحينئذ تظهر حلاوته من مرارته بمليق المرأة لأن مليق المرأة فرجها، فبه تعرف المليح من القبيح عند المذاق؛ و قيل لها أيضاً: أيُّ الإيور أحب إلى النساء ؟ و أيُّ النساء أحب إلى النكاح ؟ و أي النساء أبغض في النكاح ؟ و أي الرجال أحب إلى النساء و أبغض ؟؛ فقالت : النساء لا يشبهُ بعضهن بعضاً في الفروج و النكاح و المحبة و البغض، فأمّا النساء فيهن قصار و طوال، و طبائعهن مختلفة، فالمرأة القريبة الرحم تحب من الإيور القصير الغليظ الذي يسده سداً من غير تبليغ، و إذا كان غليظاً كاملاً لا تحبه، و أمّا البعيدة الرّحم الفارقة الفرج فإنها لا تحب من الإيور إلاّ الغليظ الكامل الذي يملؤه ملئاً، و إذا كان قصيراً رقيقاً لا تحبه أبداً و لا يعجبها في النكاح، و في النساء صفراوية و سوداوية و بلغمية و ممتزجة؛ فمن كانت من النساء طبيعتها الصفراء و السوداء فإنها لا تحب كثرة النكاح و لا يوافقها من الرجال إلاّ من تكون طبيعته كطبيعتها، و أمّا التي طبيعتها دموية أو بلغمية فتحب كثرة النكاح و لا يوافقها من الرّجال إلاّ من تكون طبيعته كطبيعتها، و إنْ تزوج منهن صاحب الطبيعتين المتقدمتين فله ما يشفي، و أمّا الممتزجة فما بين ذلك في النكاح، و أمّا المرأة القصيرة فتحب النّكاح وتعشق الإير الكبير الغليظ أكثر من الطويلة،على كل حال كان ولا يوافقها من الأيور إلاّ الغليظ الكامل ففيه يطيب عيشها و فراشها؛ و أمّا الرّجال في النكاح و كثرته و قلته فإنهم كالنساء في الطبائع الأربعة، و لكن النساء أشد محبة في الإيور من الرّجال في الفروج؛ و قيل للمعربدةالحكيمة أخبرينا عن شر النّساء؛ قالت: شر النساء من إذا زادت من مالها في عشائك شيئاً تغيّرت عليك، أو إذا أخفيت شيئاً و أخذته كشفتك؛ فقيل : ثم من ؟؛ قالت : كبيرة الحس و الغيرة، و من ترفع صوتها فوق صوت الزوج، و هي نقالةً للأخبار و ناشرة للحزازات، و هي التي تظهر زينتها للكل، و الكثيرة الخروج و الدخول، و إذا رأيت المرأة تكثر من الضّحك ووقوف الأبواب فأعلم أنها قحبة زانية، و أشر النساء من تشتغل بالنساء، و كثيرة الشكاية، و صاحبة الحيل و النكاية والسارقة من مال الزوج و غيره، و أشر النساء أيضاً من تكون سيئة الأخلاق كثيرة الحمق و النّكّارة للفعل الجميل، و التي تهجر الفراش، و كثيرة المكر و الخداع و البهتان و الغدر و الحيل، و المرأة التي تكون كثيرة النفور خائنة الفراش والتي تبدأ زوجها و تراوده عن نفسها، وكثيرة الحس في الفراش وصحيحة الوجه دون حياء، و كذلك ناقصة العقل و الناظرة لما بيد غيرها؛ فهؤلاء أشر النساء فأعرف ذلك .
حُكي.. يحفظك اللّه ... أن رجلاً يهوى امرأة ذات حسنٍ و جمال فأرسل إليها فأبت فشكى و بكى ثم غفل عنها، ثم أرسل لها مراراً متعددةً فأبت و خسر أموالاً كثيرةً لكي يتصل بها فلم ينل منها شيئاً فبقي على ذلك مدةً من الزمن ثم رفع أمره إلى عجوزٍ و اشتكى لها حاله، فقالت له: أنا أبلّغك مرادك منها، ثم إنها مشيت إليها لكي تراودها فلمّا وصلت إلى المكان، قالوا لها الجيران : إنك لا تطيقين الدخول لدارها لأن هناك كلبة لا تترك أحداً يدخل و لا يخرج، خبيثةً لا تعض إلاّ من الرجلين و الوجه، ففرحت تلك العجوز و قالت : الحاجه تقضى إن شاء اللّه، ثم ذهبت إلى منزلها و صنعت قصعة رقاق و لحماً ثم أتت إلى تلك الدار فلما رأتها تلك الكلبة قامت لها و قصدتها فأرتها القصعة بما فيها فلمّا رأت اللّحم و الرّقاق فرحت بذلك و رحّبت بذيلها و خرطومها، فقدّمت لها القصعة و قالت لها : كُلي يا أختي فإني توحشتك و لا عرفت أين آتى بك الدّهر، و أنا لي مدة و أنا أفتش عنك فكلي، ثم جعلت تمسح على ظهرها و هي تأكل، و المرأة صاحبة الدار تنظر و تتعجب من العجوز، ثم قالت لها : من أين تعرفين هذه الكلبة؟، فسكتت عنها و هي تبكي و تمسح على ظهر الكلبة، ثم قالت : كانت صاحبتي و حبيبتي مدة من الزمن فأتت إليها امرأه و استأذنتها لعرسٍ فلبست هذه الكلبة ما زانها و نزعت ما شانها و كانت ذات حسنٍ و جمال، ثم خرجت أنا و هي فتعرّض لها رجل و راودها عن نفسها فأبت، فقال لها : إن لم تأتيني أدع اللّه أن يمسخك كلبة، قالت له : أدعُ بما شئت؛ فدعا عليها، ثم جعلت تبكي و تنوح، و قيل أنها عملت لها الفلفل في ذلك الطعام فأعجب الكلبة و اشتغلت بأكله، فلما أحرقها في فمها دمعت عينا الكلبة، فلما رأت العجوز الدموع تسيل من عينيها جعلت تبكي و تنوح ثم قالت لها المرأة : و أنا يا أمي أخاف أن يصير لي مثل هذه الكلبة، فقالت لها العجوز : أعلميني ماذاك، اللّه يرعاك؛ قالت : عشقني رجل مدة من الزمن و لا أعطيته سمعاً و لا طاعةً حتى نشف ريقه و خسر أموالاً كثيرة و أنا أقول له لا أفعل هذا، و إني خائفة يا أمي أن يدعو عليّ؛ قالت لها العجوز : أرفقي بروحك يا ابنتي لئلاّ ترجعي مثل هذه الكلبة؛ فقالت : أين ألقاه و أين أمشي إليه؟؛ فقالت لها العجوز : يا بنتي أنا أربح ثوابك و أمشي له؛ فقالت لها : أسرعي يا أماه قبل أن يدعو عليّ؛ فقالت لها العجوز : اليوم نلتقي به و الأجل بيننا في الغد؛ ثم سارعت العجوز و التقت بذلك الرجل في ذلك اليوم و عملت لها الأجل معه إلى غد، يأتيها إلى دارها، فلما كان الغد أتت المرأة إلى دار العجوز فدخلت و جلست تنتظر الرجل، فبطأ عليها و لم يظهر له أثر و كان قد غاب في بعض شؤونه، فنظرت العجوز و قالت في نفسها : لا حول و لا قوة إلا باللّه العليّ العظيم، ما الذي أبطأه، فنظرت إلى المرأة فإذا هي قلقة، فعلمت أن قلبها تولع بالنكاح، فقالت لها : يا أمي مالي أراه لم يأت ؟؛ فقالت لها : يا ابنتي لعلّه اشتغل في بعض مهماته، لكن أنا أخدمك في هذه القضية، ثم سارت تفتش عليه فما وجدت له أثر، فقالت في نفسها إنّ المرأة تعلق قلبها بالنكاح فمالي لا أرى لها شاباً يبرد مافي نفسها من النار اليوم، هذا يسترني و يسترها، و رأت شاباً فقالت له : يا ولدي إذا وجدت امرأة ذات حسنً و جمال فهل تنكحها ؟؛ قال لها : إنْ كان قولك حقاً فلك ديناراً من الذهب؛ فأخذته و سارت به إلى مكانها فإذا به زوج تلك المرأة، و العجوز لم تعرفه حتى وصلت فقالت لها : أنا لم أجد الرجل و لكن هذا غيره يبرّد نارك اليوم، وفي الغد أُدبّر الآخر؛ فرأت عينها وجهه و ضربت على صدرها و قالت : ياعدو اللّه و عدو نفسك، ما أتيت إلى هنا إلاّ بقصد الزّنا، و أنت تقول ما زنيت أبداً و لا أحب الزنا، و لذلك استأجرت العجائز حتى أتيت إلى يديّ اليوم؛ يجب أن أتطلّق من عندك و لا أجلس معك بعد أن ظهر لي العيب؛ فظن أن كلامها حقاً ... فأنظر يا أخي ما تفعل النساء .
***
حُكي ..عافاك اللّه ... أن امرأةً كانت تهوى رجلاً صالحاً و كان جاراً لها فأرسلت له، فقال : معاذ اللّه إني أخاف اللّه ربّ العالمين؛ فجعلت تراوده مراراً فيأبى مراتٍ متعددة، فجعلت تنصب له المصائد فلم يحصل، فلما كانت ليلةً من الليالي أتت لوصيفتها و قالت لها : افتحي الباب و خلّيه، فإني أردت المكيدة بفلان، ففعلت ما أمرتها، فلما كان سطر الليل قالت : أخرجي هذا الحجر و أضربي علي البيت و انظري لئلا يبصرك أحد، فإذا رأيت الناس فادخلي، ففعلت ما أمرتها، و كان هذا ناصحاً لخلق اللّه، ما رأى منكراً إلاّ غيره و لا استغاث به أحد إلاّ أغاثه فلمّا سمع الضرب و الصياح قال : لامرأته ماهذا ؟ قالت : له هذه جارتنا فلانه أتتها اللصوص، فخرج ناصراً لها فلما دخل الدار، غلّقت الوصيفة الباب و أقفلوه و جعلوا يضحكون، فقال لهم : ماهذا الفعل؛ قالت له : و اللّه إنْ لم تفعل معي كذا و كذا لقلت إنك راودتني عن نفسي؛ فقال : ماشاء اللّه كان و لا رادّ لأمره و لا معقب لحكمه، فاحتال لكي تُطْلقه فأبت و جعلت تصيح فأتوها الناس و خشي على نفسه، و قال لها : أستريني و أنا أفعل؛ فقالت له : أدخل إلى المقصورة و أغلق عليك إن أردت أن تنجو و إلاّ أقول لهم فعلت هذا الفعل معي؛ و مسكته فدخل المقصورة و أغلقت عليه الباب لما رأى الجد منها، فخرج الناس من عندها و قد تغيّروا لحالها و انصرفوا فغلّقت الأبواب و حصرته أسبوعاً عندها و لم تُطلقه إلاّ بعد مشقة .. أنظر مكائد النساء و ما يفعلن .
***
حُكي ..أطال اللّه في عمرك ... أنّ امرأة كان لها زوج جمّال له حمار يحمل عليه و كانت المرأة تبغض زوجها الجمّال لصغر ذكره و قصر شهوته و قلة عمله و كان ذميماً و كانت هي عظيمة الخلقةمقعورة الفرج لا يعجبها آدمي و لا تعبأ ببشر و لا بجماعة، و كانت كل ليلةٍ تخرج العلف لذلك الحمار و تُبطأ على زوجها، فيقول لها : ما الذي أبطأك؛ فتقول له : جلست بإزاء الحمار حتى علف لأني وجدته مريضاً تعباناً، فبقيت على تلك الحال مدة من الزمن و زوجها لا يشك فيها بسوءٍ لأنّه يأتي تعباناً فيتعشى و ينام و يترك لها الحمار تعْلفه، و كانت هذه المرأةلعنها اللّه مولعة بذلك الحمار، و إذا رأت وقت العلف تخرج إليه و تشد بردعته على ظهرها و تشد الحزام عليها ثم تأخذ شيئاً من بوله و زبله و تمرس بعضه في بعض ثم تدهن به رأس فرجها ثم تقف قبالة الحمار فيأتي الحمار و يشم فرجها من خلفها فيظن الحمار أنها حُمارة فيرتمي عليها، فتحبس إيره في فرجها و تجعل رأسه في باب فرجها و توسع له حتى يدخل شيئاً فشيئاً، إلى أن يدخل كله، فتأتي لها شهوتها، فوجدت راحتها مع ذلك الحمار مدة من الزمن، فلما كان في بعض الليالي، نام زوجها ثم انتبه من نومه و وقع في مراده الجماع، و كان مراده أن ينكحها فلم يجدها فقام خفيةً و أتى إلى الحمار فوجده فوقها يمشي و يجيء فقال لها : ما هذا يا فلانة فخرجت من تحته بالعلف و قالت : قبح اللّه من لم يشفق على حماره؛ فقال : لها و كيف ذلك؛ فقالت : لما أتيته بالعلف أبى أن يعلف فعلمت أنه تعبان فرميت يدي على ظهره فتقوس، فقلت في نفسي يا تُرى هل يحس ثقلاً أم لا، فأخذت البردعة و حملتها على ظهري لكي أجربها، فحملتها فإذا هي أثقل من أي شيء، فعلمت أنه معذور، فإذا أردت أن يسْلم لك الحمار فارفق به في الحال .. فانظر مكائد النساء.
***
حُكي .. أمد اللّه في عمرك ... أنّ رجلين كانا يسكنان في مكان واحد و كان لأحدهما إير كبير شديد غليظ و الآخر بالعكس إيره صغير رقيق مرخي فكانت امرأة الأول تصبح زاهية منعمة تضحك و تلعب و الأخرى تصبح في غيرةٍ و نكدٍ شديد، فيجلسان كل يوم و يتحدثان بأزواجهن، فتقول الأولى : أنا في خيرٍ كثيرٍ و أنّ فرشي فرش عظيم و أنّ اجتماعنااجتماع هناءٍ و أخذٍ و عطاء، إذا دخل إير زوجي في الفرج يسده سداً و إذا امتد بلغ القعر و لا يخرج حتى يولج التراكين و العتبة و الأسكبة و السقف و وسط البيت فتهبط الدمعتان جميعاً؛ فتقول الأخرى : أنا في هم كبير و إنّ فرشي فرش نكد و إنّ اجتماعنااجتماع شقاءٍ و تعبٍ و نصبٍ إذا دخل إير زوجي في فرجي لا يسده و لا يمده و لا يصللقعره، إن وقف أخلى و إن دخل لا يبلغ المنى، رقيق لا تهبط لي معه دمعه فلا خير فيه و لا في جماعه، و هكذا كل يوم يتحدثان، فوقع في قلب تلك المرأة أنْ تزني مع زوج تلك المرأة الأخرى، و قالت : لا بد لي من وصاله و لو مرة فجعلت ترصد زوجها إلى أن بات خارج المنزل، فتطيّبت و تعطّرت، فلما كان الثلث الأخير من الليل دخلت على جارتها و زوجها خفية، و رمت بيدها فوجدت تلك فرجة بين الزوجين فجعلت ترصدها إلى أن نامت زوجة الرجل فقربت من الرجل و ألقت لحمها إلى لحمه، فشم رائحة الطيب فقام إيره فجذبها إليه فقالت له بخفية : أُتركني؛ فقال : لها أسكتي لئلاّ يسمع الأولاد، و ظنّ أنّها زوجته، فدنت إليه و بعدت من المرأة، و قالت له: إن الأولاد تنبهوا فلا تعمل حساً أبداً، و هي خائفة أن تفطن زوجته فجذبها إليه، و قال لها : شمي رائحة الطيب، و كانت ملحمةً ناعمة الكس، ثم صعد على صدرها، وقال لها : أحبسيه و جعلت تتعجب من كبره و عظمه، ثم أدخلته في فرجها فرأى منها وصالاً ما رآه من زوجته أبداً و كذلك هي ما رأت مثله من زوجها أبداً فتعجب، و قال في نفسه : يا تُرى ما هو السبب، ثم فعل ثانياً و هو مدهوش متعجب و نام، فلما رأته نائماً قامت خفيةً و خرجت و دخلت بيتها، فلما كان الصباح قال الرجل لامرأته : ما رأيت أحسن من وصالك البارحة و طيب رائحتك؛ فقالت : من أين رأيتني أو رأيتك، و إنّ الطّيب ما عندي منه شيء، أظنك تحلم فجعل الرجل يكذّب و يصدّق ...... أنظر مكائد النساء فإنها لا تُعد و لا تُحصى ... يُركبن الفيل على ظهر النملة.
***
الباب الثاني عشر
*منافع للرجال و النســــــاء
اعلم.. يرحمك اللّه ... أن هذا الباب فيه منافع لم يطّلع عليها أحد إلاّ من اطلعَ على هذا الكتاب و معرفة الشيء خير من الجهل به، و إذا كان هناك أشياء رديئة فالجهل أردى و خاصة معرفة ما خفي عليك من أمور النساء ..
حُكي ... رحمك اللّه ... عن امرأة يقال لها المعربدة، كانت أعلم أهل زمانها و أعرفهم فقيل لها: أيتها الحكيمة، أين يجدن العقل معشر النّسوان ؟؛ قالت : في الأفخاذ !! قيل لها : والشهوة؟؛ قالت : في ذلك الموضع!! قيل لها : أين تجدْن محبة الرجال و كرههم ؟؛ قالت : في ذلك الموضع، فمن أحببناه أعطيناه فرجناً و من أبغضناه أبعدناه منه، و من أحببناه زدناه من عندنا و استقنعنا منه بأدنى شيء، و إن لم يكن ذا مال رضينا به، و من أبغضناه و لو أعطانا و أغنانا ليس له نصيب عندنا؛ و قيل لها : أين تجدْن العشق و المعرفة و اللذة و الشوق ؟؛ قالت : في العين و القلب و الفرج؛ فقيل لها : بيّني لنا ذلك !! فقالت : العشق مسكنه القلب و المعرفة مسكنها العين و الذوق مسكنة الفرج، فإذا نظرت العين إلى من كان مليحاً و استحسنته و تعجبت من شكله و حسن قوامه فإن محبته تسري في القلب، فحينئذ يتمكن من العشق و يسكن فيه فتتبعه و تنصب له الأشراك، فإذا حصل و اتصلت به أذاقته الفرج، فحينئذ تظهر حلاوته من مرارته بمليق المرأة لأن مليق المرأة فرجها، فبه تعرف المليح من القبيح عند المذاق؛ و قيل لها أيضاً: أيُّ الإيور أحب إلى النساء ؟ و أيُّ النساء أحب إلى النكاح ؟ و أي النساء أبغض في النكاح ؟ و أي الرجال أحب إلى النساء و أبغض ؟؛ فقالت : النساء لا يشبهُ بعضهن بعضاً في الفروج و النكاح و المحبة و البغض، فأمّا النساء فيهن قصار و طوال، و طبائعهن مختلفة، فالمرأة القريبة الرحم تحب من الإيور القصير الغليظ الذي يسده سداً من غير تبليغ، و إذا كان غليظاً كاملاً لا تحبه، و أمّا البعيدة الرّحم الفارقة الفرج فإنها لا تحب من الإيور إلاّ الغليظ الكامل الذي يملؤه ملئاً، و إذا كان قصيراً رقيقاً لا تحبه أبداً و لا يعجبها في النكاح، و في النساء صفراوية و سوداوية و بلغمية و ممتزجة؛ فمن كانت من النساء طبيعتها الصفراء و السوداء فإنها لا تحب كثرة النكاح و لا يوافقها من الرجال إلاّ من تكون طبيعته كطبيعتها، و أمّا التي طبيعتها دموية أو بلغمية فتحب كثرة النكاح و لا يوافقها من الرّجال إلاّ من تكون طبيعته كطبيعتها، و إنْ تزوج منهن صاحب الطبيعتين المتقدمتين فله ما يشفي، و أمّا الممتزجة فما بين ذلك في النكاح، و أمّا المرأة القصيرة فتحب النّكاح وتعشق الإير الكبير الغليظ أكثر من الطويلة،على كل حال كان ولا يوافقها من الأيور إلاّ الغليظ الكامل ففيه يطيب عيشها و فراشها؛ و أمّا الرّجال في النكاح و كثرته و قلته فإنهم كالنساء في الطبائع الأربعة، و لكن النساء أشد محبة في الإيور من الرّجال في الفروج؛ و قيل للمعربدةالحكيمة أخبرينا عن شر النّساء؛ قالت: شر النساء من إذا زادت من مالها في عشائك شيئاً تغيّرت عليك، أو إذا أخفيت شيئاً و أخذته كشفتك؛ فقيل : ثم من ؟؛ قالت : كبيرة الحس و الغيرة، و من ترفع صوتها فوق صوت الزوج، و هي نقالةً للأخبار و ناشرة للحزازات، و هي التي تظهر زينتها للكل، و الكثيرة الخروج و الدخول، و إذا رأيت المرأة تكثر من الضّحك ووقوف الأبواب فأعلم أنها قحبة زانية، و أشر النساء من تشتغل بالنساء، و كثيرة الشكاية، و صاحبة الحيل و النكاية والسارقة من مال الزوج و غيره، و أشر النساء أيضاً من تكون سيئة الأخلاق كثيرة الحمق و النّكّارة للفعل الجميل، و التي تهجر الفراش، و كثيرة المكر و الخداع و البهتان و الغدر و الحيل، و المرأة التي تكون كثيرة النفور خائنة الفراش والتي تبدأ زوجها و تراوده عن نفسها، وكثيرة الحس في الفراش وصحيحة الوجه دون حياء، و كذلك ناقصة العقل و الناظرة لما بيد غيرها؛ فهؤلاء أشر النساء فأعرف ذلك .
0 التعليقات
إرسال تعليق