الأحد، 8 يناير 2017

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ


دخل الجراح سعيد الى المستشفى بعد ان تم استدعاءه على عجل
لاجراء عملية فورية لأحد المرضى ، لبى النداء بأسرع مايمكن
وحضر الى المستشفى وبدّل ثيابه واغتسل استعدادا لإجراء العملية .
قبل أن يدخل الى غرفة العمليات وجد والد المريض يذرع الممر
جيئة وذهابا وعلامات الغضب بادية على وجهه
وما أن رأى الطبيب حتى صرخ في وجهه قائلا :
علام كل التأخير يادكتور ؟ ألا تدرك أن حياة ابني في خطر ؟
أليس لديك اي إحساس بالمسؤولية ؟
ابتسم الطبيب برفق وقال :
أنا اسف يا أخي فلم أكن في المستشفى وقد حضرت حالما تلقيت النداء وبأسرع مايمكنني
الآن ارجو ان تهدأ وتدعني اقومبعملي وكن على ثقة ان ابنك
سيكون في رعاية الله وأيدي امينة .
لم تهدأ ثورة الاب وقال للطبيب :
أهدأ ؟ ما أبردك يا أخي لو كانت حياة ابنك على المحك هل كنت ستهدأ ؟
سامحك الله .ماذا لو مات ولدك ما ستفعل ؟
ابتسم الطبيب وقال :
- اقول قوله تعالى ” الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ” وهل للمؤمن غيرها ؟؟..
يا أخي الطبيب لايطيل عمرا ولايقصرها والأعمار بيد الله ونحن
سنبذل كل جهدنا لإنقاذه ولكن الوضع خطير جدا ؟
وإن حصل شيئ فيجب أن تقول إنا لله وإنا اليه راجعون، اتق الله
واذهب الى مصلى المستشفى وصل وادع الله ان ينجي ولدك .
هز الأب كتفه ساخرا وقال :
ما أسهل الموعظة عندما تمس شخصا اخر لايمت لك بصلة .
دخل الطبيب الى غرفة العمليات واستغرقت العملية عدة ساعات
خرج بعدها الطبيب على عجل وقال لوالد المريض :
أبشر يا أخي فقد نجحت العملية تماما والحمد لله وسيكون ابنك
بخير والان اعذرني فيجب ان أسرع بالذهاب فورا وستشرح لك
الممرضة الحالة بالتفصيل .
حاول الاب ان يوجه للطبيب أسئلة اخرى ولكنه انصرف على عجل …
انتظر الأب دقائق حتى خرج ابنه من غرفة العمليات ومعه الممرضة فقال لها الاب :
ما بال هذا الطبيب المغرور لم ينتظر دقائق حتى أسأله عن تفاصيل حالة ولدي؟
فجأة اجهشت الممرضة بالبكاء وقالت له :
لقد توفي ابن الدكتور سعيد يوم أمس على أثر حادثة وقد كان
يستعد لمراسم الدفن عندما اتصلنا به للحضور فورا
لأن ليس لدينا جرّاح غيره وهاهو قد ذهب مسرعا لمراسم الدفن
وهو قد ترك حزنه على ولده كي ينقذ حياة ولدك 

منقولة

0 التعليقات

إرسال تعليق